بئر زمزم

من طرف **ام عمر** 2010-03-19, 01:15

جاء إبراهيم بإسماعيل وأمه - عليهم السلام - إلى مكة وترك لهما تمرا وماء ورجع فلما نفد الزاد عطشا, فانطلقت هاجر إلى الصفا وقامت عليه لعلها ترى أحدا , ثم سعت إلى المروة وقامت عليها فلم تر أحدا , وهكذا سعت بين الصفا والمروة وفي المرة سمعت صوتا فإذا ملك ضرب بجناحه وظهر الماء فشربت وأرضعت ولدها . ونزلت مكة قبيلة من اليمن يقال لهم : جرهم , ومكثت بها ماشاء الله أن تمكث . ولما تهاونت بحرمة البيت نضب ماء زمزم واندرس موضع البئر لايعرفه أحد على مر القرون .
وذات ليلة رآى عبدالمطلب - جد النبي صلى الله عليه وسلم - في المنام أن هاتفا يأمره بحفر زمزم في هذا الموضع , فحفر البئر وظهر الماء , فأباحه لكل شارب , وصارت السقاية له ثم للعباس بن عبدالمطلب , وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك يوم الفتح
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها , فقال : اعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال : لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه , يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه صلى الله عليه وسلم
وظل استخدام الدلاء في استخراج الماء من البئر إلى أن تم تركيب مضخة عام 1373 ه/1953 م تضخ الماء إلى خزان ومنه إلى الصنابير حول مبنى البئر
دراسات عن البئر :تقع على بعد 21 م من الكعبة المشرفة , وأفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ مابين 11 إلى 5’18 لترا من الماء في الثانية فعلى أقل تقدير يكون الضخ في الدقيقة 60 * 11 = 660 لترا وفي الساعة 660* 60 = 39600 لترا وهكذا ... ومن العيون المغذية فتحة في اتجاه الحجر الأسود بطول 75 سم وارتفاع 30 سم , وفتحات صغيرة أخرى باتجاه الصفا والمروة .
فضائل ماء زمزم وخصائصه : ماء زمزم عين من عيون الجنة , وأولى الثمرات التي أعطاها الله بدعاء إبراهيم عليه السلام , وهو سبب لعمران وحياة مكة المكرمة , ومن الآيات البينات في الحرم , ومن أعظم النعم والمنافع المشهودة عند البيت الحرام , وهو خير ماء على وجه الأرض , وظهر بواسطة جبريل عليه السلام , ونبع في أقدس بقعة على وجه الأرض وغسل به قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم أكثر من مره , وبارك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف , وهو طعام طعم وشفاء من كل داء , وإنه يذهب الصداع , والنظر فيه يجلو البصر , وهو لما شرب له من أبواب الخير فيوفى الله له بذلك والتضلع منه علامة الإيمان وبراءة من النفاق , وهو شراب الأبرار ومن أفضل التحف والقرى , ويكسب الجسم قوة , ولا يفنى على كثرة الأستقاء , وقد مضى عليه نحو خمسة آلاف سنه فهو أقدم ماء بئر على وجه الأرض
من آداب شرب زمزم : يستحب لشاربه أن يأخذ السقاء بيمينه , ويستقبل القبلة , ويسمي الله قبل الشرب , ويشرب قائما أو قاعدا , ويتنفس ثلاثا , ويتضلع منه , ويحمد الله بعد الشرب , ويدعوه من خيري الدنيا والآخرة , فإن ذلك من أوقات الإجابة .
مجمع مياه زمزم : وفي سنة 1415 ه تم تنفيذ هذا المجمع في كدي مكة , وهو مزود بأجهزة لنقل المياه من البئر إلى خزان خرساني مسلح سعته ( 000’15 )م وهو مرتبط مع الخزان العلوي والذي يقوم بخدمة نقاط التغذية لتعبئة الجوالين , ونقل الماء بالسيارات إلى أماكن مختلفة بالمملكة وخاصة إلى المسجد النبوي الشريف .